طريق قضاء علي في نسب ولد :
عن زيد بن أرقم قال: « كان علي رضي الله عنه باليمن، فأُتي بامرأةٍ وطئها ثلاثةُ نفرٍ في طهرٍ واحدٍ، فسأل اثنين: أتقرّانِ لهذا بالولد؟ فلم يُقِرّا، ثم سأل اثنين: أتقرّان لهذا بالولد؟ فلم يقرّا، ثم سأل اثنين حتى فرغ يسأل اثنين عن واحدٍ، فلم يُقِرّوا، ثم أَقرع بينهم، فألزم الولدَ الذي خرجت عليه القرعةُ، وجعل عليه ثلثي الدية ، فرُفع ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فضحك حتى بدت نواجذه».
[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (7/359 رقم13472)، وأحمد في مسنده (32/76 رقم19329)].
عن مُحَمَّد بن نعيم، عَن أبيه، قال: شهدتُ أبا هريرة يقضي، فجاء الحارث بن الحكم، فجلس على وِسادته التي يتكئ عليها، فظنَّ أَبُو هريرة أنه لحاجة غيرِ الحكم، فجاءه رجل، فجلس بين يدي أبي هريرة ، فَقَالَ لَهُ : ما لكَ? قال: استأدى -بمعنى : استعدى- عليَّ الحارث. فَقَالَ: أَبُو هريرة: قم فاجلس مع خصمك؛ فإنَّها سنة أبي القاسم .
[أخبار القضاة لوكيع (1/112) ] .
من قضاة الإسلام: إياس بن معاوية
وكانت علامة النَّباهة على إياس منذ صغره، ولا أدلَّ على ذلك من أنه عندما كان يتعلّم القراءة والكتابة عند رجلٍ مِن أهل الذّمة، فقال الرجل:
ألا تعجبون مِن أهل الإسلام يزعمون أن أهل الجنة يأكلون ولا يُحدِثون.
فقال له إياس: يا معلم! أليست الدنيا ضرة الآخرة ? قال: بلى .
قال إياس : أفكلَّ ما تأكله تُحدثه؟
قال: لا؛ لأن اللهَ تعالى يجعل بعضه غذاء.
قال: فلم تنكر أن الله تعالى يجعل كلَّ ما يأكله أهل الجنة غذاء؟!
فبهت الرجل، وقال : قاتلك الله من صبي!!
[أخبار القضاة لوكيع (1/373) ] .